AYM 2025 اليوم الثالث: شباب يقدّمون “سلتهم الصغيرة” بثقة ومحبة
عنكاوا – الجمعة 11 تموز 2025
اختُتمت فعاليات “أيام عنكاوا للشباب 2025” بيوم ثالث غنيّ بالدعوة والتأمل والفرح، شكّل ذروة روحية لمسيرةٍ بدأت قبل أيام، وبلغت ذروتها في عطيّة شبابية صادقة، قالت لله: “هاءنذا”.
بدأ النهار بمحطات التعليم المسيحي التي حملت بعدًا شخصيًا وجماعيًا للدعوة، حيث تأمل الأب سافيو حندولا في موضوع “مسيرة قلب يبحث عن الله”، مستعرضًا سيرة الطوباوي كارلو أكوتيس، الشاب الإيطالي الذي سيُعلن قديسًا في أيلول المقبل، داعيًا الشبيبة إلى اكتشاف حضور الله في بساطة الحياة اليومية وواقعهم الخاص، تمامًا كما فعل كارلو.
بعده، قدّم الأب شاكر زيتونة لقاءً بعنوان “مدعوون للخدمة معًا”، دعا فيه الشباب إلى عيش الدعوة لا كمسؤولية فردية فقط، بل كعطيّة جماعية تُبنى على المحبة والتواضع والشهادة المتبادلة، مؤكدًا أن كل دعوة هي مدخل إلى جماعة تُبشّر وتخدم معًا.
بعد الغداء، تواصلت لقاءات المجموعات الحوارية حول موضوع: “حوار مع سمعان بطرس: كيف ولماذا تبعتَ يسوع؟”، تبعتها فعاليات ترفيهية ورياضية ساهمت في توطيد العلاقات الأخوية بين الشباب.
وفي المساء، تقدّمت مسيرة الشموع من ساحة الكنيسة يتقدّمها الصليب المقدّس، في لحظة إيمانية مهيبة، جسّدت نور الدعوة وسرّ الاتّباع، وانتهت بالقداس الإلهي الاحتفالي الذي ترأسه سيادة المطران مار بشار متي وردة، بمشاركة سيادة المطران نثنائيل نزار عجم، رئيس إيبارشية حدياب للسريان الكاثوليك، وعدد من الكهنة، وبحضور مهيب للشبيبة.
في عظته الختامية، تحت عنوان “سَلّتي الصغيرة… كلّها لربّنا يسوع” (يو 6: 1–15)، دعا المطران وردة الشبيبة إلى تأمل قصة الغلام الذي قدّم خمسة أرغفة شعير وسمكتين ليسوع، فكانت هذه العطيّة المتواضعة مدخلًا لمعجزة إشباع الجموع.
وقال: “ربّنا لم يسأل الطفل عن الكمية، بل شكره، وبارك القليل، وكسره، ووزعه. المعجزة لم تبدأ في تضاعف الخبز، بل في تحوّل الطفل نفسه… من متفرّج إلى شريك، من مالك لسلةٍ صغيرة إلى شاهد لعطاءٍ يُشبع الآلاف”.
وذكّر سيادته الشباب بأن ما يملكونه، حتى وإن بدا بسيطًا أو قليلًا، يمكن أن يصير نعمة إذا ما قُدّم بقلب منفتح. وأضاف: “أنتم دخلتم هذه الأيام وفي يدكم أرغفة صغيرة: موهبة، رجاء، تعب، أو مجرد سؤال… وخرجتم منها وأنتم تحملون أكثر: ثقة، شركة، كلمة، وخبرة جماعة تُرافقكم.”
وختم قائلًا: “لا تخافوا من أن تُعطوا سلتكم الصغيرة… لأن ما يُعطى بمحبة، لا يُقاس بالثمن، بل بالثمر.”
وفي ختام الأيام، وجّه المطران وردة كلمة شكر وامتنانٍ من القلب، إلى كل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء: إلى المرشدين الروحيين الذين تعبوا بمحبة، إلى لجنة التنظيم التي سهرت، إلى شبيبة عنكاوا الذين خدموا بصمت وفرح، وإلى كل المحسنين، خاصة جمعية “الكنيسة المتألمة” (Aid to the Church in Need)، الذين جعلوا من هذا اللقاء شهادة حيّة أن الكنيسة ما زالت تؤمن بشبابها. وقال: “أنتم لم تنظّموا فعالية… أنتم زرعتم بذور مستقبل. وما نراه اليوم ليس ثمرة تعبنا فقط، بل ثمرة حضور الربّ بيننا.”
وهكذا، اختُتمت أيام عنكاوا للشباب 2025، لا كنهاية، بل كبداية لمسيرة جديدة، حيث يخرج كل شاب وشابة وهو يحمل “سلة صغيرة” يعرف قيمتها، ويقدّمها ليسوع بثقة: تبارك، وتُكسر، وتُوزَّع… وتُشبع”.
























